آراء ومقالات

السفير الصادق المقلي يكتب : رسالة في بريد كل من ينادي بتشكيل حكومة…ابحثوا عن الوطن قبل الحديث عن حكومة

الخرطوم /أفريكا نيوز24

لا  أدري ماذا نسمي حكومة ترفيع الوكلاء الحالية و التي هي من غير رأس.. أليست هى حكومة تصريف أعمال.. و هل تملك هذه الحكومة المقترحة التي ينادي بها البعض، مهما توفر لهولاء من حسن النية، عصاة موسى لتنجح فيما فشلت فيه حكومة الأمر الواقع منذ الخامس و العشرين من اكتوبر ٢٠٢١؟؟ .. هذه الخطوة هي بمثابة وضع العربة أمام الحصان!! كيف يا ترى سوف تدير هذه الحكومة الانتقالية المؤقته دولاب دولة أفلسها الانقلاب و أنهكتها الحرب.

كيف يا ترى سوف تعمل هذه الحكومة المؤقتة في ظل الحرب و في ظل الاحتقان السياسي والانهيار الاقتصادي و الانفلات الأمنى، في وضع هو أشبه بحالة اللادولة!! دولة شرد مواطنوها و اخرجوا قسرا من ديارهم و تفرقت بهم السبل ما بين قتيل وجريح و مريض و جائع و نازح في الداخل و لاجئ يبحث عن ملاذ آمن خارج الحدود! بلد تشهد انهيارا مريعا في قطاعات الصحة و التعليم و مختلف الخدمات!!! حكومة عجزت تماما من دفع استحقاقات العاملين و المعاشين لستة أشهر، و تشهد انهيارا اقتصادياً و انفلاتا مخيفا لسعر الصرف، دولة ما برحت معزولة إقليميا و دوليا طيلة العامين الماضيين إلا نيفا،باختصار، دولة على شفا جرف من مصاف الدول الفاشلة!!! كيف يتسنى لهذه الحكومة المقترحة أن تحظى بقبول داخلي و خارجي.

في ظل استمرار هذه الحرب العبثية؟؟؟ و كيف تتمكن من تحقيق اهم أهدافها المتمثلة في انسياب العون الإنساني للمتضررين و الحرب لم تضع بعد أوزارها.. فالبرهان نفسه أكد في حوارت صحيفة على هامش مشاركته في الدورة العادية َ 78 للامم المتحدة، بأن لا تشكيل حكومة الا بعد نهاية الحرب.

كيف تعمل مثل هكذا حكومة علي تسيير دولاب الدولة في ظل انهيار اقتصادي و قطيعة مع كافة المؤسسات المالية الدولية متعددة الأطراف..

فمجموعة البنك الدولي علقت كافة المساعدات التنموية و الاقتصادية مع السودان في أعقاب انقلاب 25 أكتوبر.2021.. و قد ذكرت في تقرير (( أنها ستواصل التنسيق مع البنك الدولي وصندوق النقد ومؤسسات التمويل الدولية حتى التأكد من عودة السودان إلى المسار الانتقالي المدني الذي حصل بموجبه على تلك الإعفاءات في أعقاب مؤتمر باريس الذي عقد في منتصف مايو 2021)) .

و كان السودان خلال هذا المؤتمر حصل على تعهدات ضخمة شملت إعفاء الحصص الأكبر من الديون الجماعية والفردية إضافة إلى تمويلات لعدد من مشاريع البنية التحتية والتنمية؛ لكن الولايات المتحدة الأميركية وبلدان الاتحاد الأوروبي ومؤسسات التمويل الدولية أعلنت تعليق تلك التعهدات بعد استيلاء الجيش على السلطة وإقالة حكومة عبدالله حمدوك التي أشرفت على المؤتمر حينها….

الأمر الذى أدى إلى فقدان السودان لدعم البنك الدولي للعامين الماليين 2021_2022..

لعل الوضع الراهن و الحالة الكارثية في البلاد تحتم على الكل أفراد الأولوية القصوى لوقف الحرب و تسهيل انسياب العون الإنساني للمحتاجين..فكلما استمرت الحرب استمرت معاناة المواطنين في وطن يحترق و يكاد يتلاشى من علي الخارطة العالمية.،، حرب اوصلت البلاد إلى حالة اللادولة،. دولة غابت تماما فيها المؤسسات و حكم القانون، و انفراط عقد الأمن، لا شرطة و لا قضاء و لا نيابة،،و لا حكومة في العاصمة و دارفور،،، الكل ياخذ القانون بيده،. يسرق من يسرق َ و يقتل من يقتل و يحرق من يحرق، في استباحة تامة لمقدرات الدولة و ممتلكات المواطن، لم يسلم حتى شرفه الرفيع من الأذي،.،، و انتهاكا صارخا لحقوق الإنسان و للقانون الدولي الإنساني.

الأمين العام للأمم المتحدة عبر عن مخاوفه ان تنزلق البلاد الي اتون حرب أهلية تلقى بظلاله السالبة َ و عواقبها الوخيَمة على سائر دول المنطقه.

لا شك ان الوضع الانساني الكارثي في دارفور أكثر بشاعة من ذلك الذي شهده من قبل الاقليم و ادي الي نشر الآلاف من القوات الأممية.. و تقدر منظمة الهجرة الدولية اعداد النازحين و اللاجئين بأكثر من سبعة ملايين من المدنيين ، من بينهم حوالي مليون لاجئ بحثا عن ملاذ آمن خارج الحدود… ،بينما يحذر مفوض الشؤون الإنسانية الأممي من معاناة ملايين المواطنين من أزمة في الغذاء و نذر مجاعة تحدق بالوطن، وطن في مقدوره و بفضل مَوارده الطبيعية ان يصبح سلة غذاء العالم!.

وطن ترك الباب فيه مواربا،،و بفشل ساسته،،، لتدخل كل من هب َو دب في شؤونه الداخلية،طمعا في موارده و موقعه الاستراتيجيي…….وضع كارثي على كافة الأصعدة الأمنية و الاقتصادية و السياسية و المجتمعية. َ

الأمر الذي يضع الجميع أمام مسؤوليتهم التاريخية، فالمسألة فحسب ،،،و إنما معادلة بين ان يكن السودان او لا يكون،،.!!؟!؟؟؟!!!!يجب أن يتم وقف إطلاق النار اليوم قبل الغد، لكي يتم وضع حد لهذه الحرب العبثية التي ظل المواطن السوداني يدفع ثمنها على مدار الساعة، حرب دخلت شهرها العاشر … قتلا و ترويعا و تشريدا، و شللا تاما لدولاب العمل و الاعمال في العاصمة، و غيرها من الولايات التي شهدت تمددا للحرب… و مهددا خطيرا لمستقبل العملية التعليمية .

فلأول مرة تصبح امتحانات الشهاده مجهولة التاريخ و عام دراسي في كل المراحل مهددا بالتجميد. .. و كذا فشل المواسم الزراعية و كارثة كبيرة على صعيد تسويق المنتجات الزراعية و الصناعية…..و كساد ضرب اسواق المناطق الآمنة ٠٠ و انهيار تام للقطاع الصحي ٠٠٠حيثى خرجت أكثر من 75 في المائة من المشافي من الخدمة تماما٠٠بسبب عدم قدرة الكادر الطبي علي الحركة و انعدام الأدوية المنقذة للحياة ٠٠٠الامر الذي عرض و ما برح يعرض حياة المرضى الي هذا الموت المجاني٠ و إعاقة حركة الكادر العامل في مجال العون الإنساني للمتضررين من الحرب َ.. فضلا عن إفلاس لخزينة الدولة ..حيث عجزت المالية عن دفع مستحقات العاملين و المعاشين لعدة أشهر ،. ودمار لبنية الدولة التحتية.ووطن نزح مسؤولوه و مؤسساته مثلما نزح مواطنوه . حرب قذفت بالبلاد نحو المجهول، و جعلتها علي شفا جرف من الدولة الفاشلة.. و لعل هذه رسالة بينة لكل من ينادي بتشكيل حكومة و وضع العربة أمام الحصان.

والحال هكذا، يحدونا الامل في ان تتضافر الجهََود الإقليمية والدوليةو الارادة السياسية لدي فرقاء الأزمة،، عسكريين و مدنيين،، لاحلال السلامَ وبسط الاستقرار في السودان و العودة إلى مسار التحول الديمقراطي َ و إستئناف العملية السياسية و استكمال بناء مًؤسسات الدولة، فك طوق العزلة الدولية و الإقليمية، و اكمال الفترة الانتقالية، وصولا الي إنتخابات حرة َو نزيهة احتكاما لصندوق الاقتراع بدلا عن صندوق الذخيرة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى